اتفاق بين النظام وقسد يُنهي حالة الحصار والتوتر الأمني في حلب والحسكة

توصل النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى اتفاق مشترك برعاية روسية، لإنهاء حالة التوتر الأمني والحصار المفروض على مربعات النظام السوري في مدينة القامشلي، وحيي الأشرفية والشيخ مقصود الخاضعان لسيطرة الإدارة الذاتية في حلب.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن قوات النظام السوري والفرقة الرابعة، سمحت بإدخال مادة الطحين إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، وذلك بعد حصار دام 46 يوماً، ونقلت عن مصادر عسكرية من قسد قولها إن كوادر من الإدارة الذاتية أبلغت قيادة قوات سوريا الديمقراطية أن النظام السوري قام بفك الحصار المفروض هناك.
وأضافت المصادر أن قوات سوريا الديمقراطية، قامت أيضاً بفتح الطرقات المؤدية إلى المربعات الأمنية التابعة للنظام في مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، وسمحت بدخول المواد الغذائية إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري.
من جانبها قالت قناة "الميادين" الموالية للنظام السوري أن اتفاقاً بين النظام وقسد، أفضى لفك الحصار المفروض على مدينتي الحسكة والقامشلي دخل حيز التنفيذ، مشيرةً إلى أنه تم بجهود سورية روسية مشتركة أثمرت حلولاً إيجابية، مؤكدةً أن الأمور ستعود طبيعية وكما كانت عليه قبل الحصار.
وبحسب الميادين يقضي الاتفاق بفك الحصار عن الأحياء التي يسيطر عليها النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي وريفها، بعد أكثر من عشرين يوماً على حصارها من قبل قسد، وبدء فتح الطرقات في اتجاه الأحياء الخاضعة لسيطرة جيش النظام في الحسكة بالإضافة إلى إدخال المحروقات والطحين إلى الحسكة.
فيما ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام إن "40 طناً من مادة الطحين وصلت إلى مخبز الحسكة، المعروف بمخبز المساكن، بالإضافة إلى 20 طناً من الأدوية الإسعافية وصلت إلى الهيئة العامة لمستشفى القامشلي الوطني عبر الشحن الجوي".
وكان المكتب الصحفي لمحافظة الحسكة التابع للنظام، قد أعلن أول أمس، التوصل إلى اتفاق مع قسد يقضي بفك الحصار المفروض على مدينتي الحسكة والقامشلي.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن محافظ الحسكة "غسان خليل"، تأكيده على أن الأوضاع في المدينتين ستعود إلى حالتها الطبيعية بعد نجاح المساعي الروسية والسورية في إنهاء الإشكالات المستمرة منذ 20 يوماً، موضحاً أن اجتماعات واتصالات إيجابية جرت بين ممثلين عن النظام وقسد برعاية روسية في مدينة حلب ومدينة القامشلي، أفضت إلى فك الحصار عن المدينتين.
وكانت قوى الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديموقراطية،  قد انسحبت منتصف نيسان، من المباني الحكومية التابعة للنظام السوري في مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة وذلك بعد ساعات من سيطرتها عليها داخل المربع الأمني، وذلك بالتزامن مع تخفيض استنفار الحواجز الأمنية في محيط مناطق نفوذ النظام في مدينتي القامشلي والحسكة.
كما سلمت قسد النظام السوري مخبزي البعث في القامشلي والمساكن في الحسكة بعد أن سيطرت عليهما بهدف الضغط على النظام السوري لفك الحصار عن حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب والقرى والبلدات الخاضعة لسيطرتها في مقاطعة الشهباء في ريفها الشمالي.
ونفت الأسايش في بيانٍ سابق، سيطرتها على مؤسسات النظام السوري وقالت إن "هناك معلومات انتشرت بشكلٍ كبير على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، عن سيطرة قواتنا على العديد من المراكز الخدمية في مدينة القامشلي، المحاذية للمربع الأمني، التي تعمل تحت مظلة النظام السوري، وطرد الموظفين العاملين فيها"، وأضافت "هذه الشائعات والمعلومات مغلوطة"، مبينةً أن "قواتها تقوم بإجراءات أمنية مشددة على مناطق وجود قوات النظام السوري، رداً على الحصار الجائر على أهالينا من قبل قوات عسكرية وأمنية تابعة للنظام السوري في حي الشيخ مقصود بحلب".
وكشف تقرير سابق لـ"المجس" عن حصول مفاوضات بين النظام وقسد في مدينة الحسكة، بحضور مسؤولين عشائريين وقادة مليشيات وضباط روس، تم خلالها التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بخفض حالة التوتر وفك الحصار في مناطق سيطرة كل طرف في محافظتي حلب والحسكة.
وأشار التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية أمرت حينها قوى الأمن الداخلي بسحب الجزء الأكبر من الحواجز وتسليم الأفران التي جرت السيطرة عليها إلى النظام السوري، فيما أصدر النظام السوري أوامر للفرقة الرابعة التي تطوق أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، بتخفيف الحصار والسماح بدخول المواد والسلع التموينية.
وشدد على أن الفرقة الرابعة، رفضت أوامر النظام السوري، ومنعت دخول الطحين والمازوت المخصص للأفران، وهو ما دفع قسد للتصعيد مرة أخرى في القامشلي والسيطرة على مبان حكومية".
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، قد نددت في وقتٍ سابق بالحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في محافظة حلب من جانب قوات النظام، حيث قال نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات "نهاد أحمد" إن "تلك السياسات ستفشل وإن الحل الوحيد للأزمة هو ترك عقلية الحصار والتجويع والإنصات لمطالب السوريين".
وبشكل دائم تشهد العلاقة بين قسد والنظام السوري في مدينتي القامشلي والحسكة، توتراً سرعان ما يتطور إلى اشتباكات بين الطرفين، يتخللها عمليات استيلاء على الأحياء والمربعات الخاضعة لسيطرة كل طرف،
وتتشارك قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري السيطرة على مدينة القامشلي وتُعد نسبة السيطرة الأكبر فيها لقسد، فيما ينحصر تواجد النظام السوري في المربعات الأمنية التابعة له في المدينة، والتي تشهد بين الحين والآخر حصاراً خانقاً من قبل قسد، رداً على حصار النظام لمناطق الأكراد الخاضعة لها في مدينة حلب.

ذات صلة