تحركات أمريكية تُبرز التنافس مع روسيا في شمال شرق سوريا

كثفت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً من تحركاتها العسكرية في شمال شرق سوريا، حيث قام بتفعيل قواعد كانت قد أخلتها في وقتٍ سابق، بالإضافة لمباحثات عسكرية مع قسد بهدف زيادة أعداد مقاتليها، وذلك في إطار تعزيز الحضور في المنطقة والحد من النشاط الروسي المتزايد.
وكشفت مصادر عسكرية من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في حديث لـ"وكالة المجس"، عن وصول وفد عسكري رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأميركية، إلى القواعد التابعة للتحالف الدولي في شمال شرق سوريا.
وقالت المصادر إن الوفد المذكور ضم مسؤولين بارزين في وزارة الدفاع الأمريكية، مبينةً أنه سيجتمع مع قوات سوريا الديمقراطية خلال الأيام القادمة، مشيرةً إلى أن الولايات المتحدة تعتزم زيادة الدعم لقوات قسد تقنياً وعسكرياً، فضلاً عن مباحثات لزيادة أعداد قواتها.
وفي سياق إعادة الحضور الأمريكي في المنطقة، أعادت القوات الأميركية المتواجدة في سوريا، تفعيل قاعدتين عسكريتين كانت قد أخلتهما عام 2019 في محافظة الرقة، إبان إطلاق عملية نبع السلام التي نفذها الجيش التركي في تشرين الأول عام 2019، واستهدفت مناطق سيطرة قسد وحزب العمال الكردستاني.
وربطت المصادر التحركات الأمريكية الأخيرة، بالمحاولات الروسية الرامية لتعزيز الوجود العسكري في محافظة الرقة، مبينةً أن الإدارة الأمريكية، تحاول قطع الطريق عبر إرسال تعزيزات عسكرية إلى الفرقة 17 وإلى مطار الطبقة العسكري.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الأميركية أرسلت عدداً كبيراً من المدرعات و9 عربات من نوع "برادلي"، بالإضافة لعشرات الجنود إلى القاعدتين المذكورتين، تمهيدا لإعادة استخدامهما كقاعدتين ثابتتين، بالإضافة إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى مطار الطبقة عبر طائرات شحن.
مخططات لزيادة عدد عناصر قسد
وفي سياق آخر، كشف موقع تركي عن مخططات أمريكية لزيادة عدد قوات سوريا الديمقراطية  بمقدار 3500 مقاتل، وتسليح قوات "مغاوير الثورة"، ضمن الميزانية المطلوبة للسنة المالية 2023 كجزء من صندوق التدريب والتجهيز لمحاربة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وقال موقع "VOA Turkish" في تقريرٍ له، إن وزارة الدفاع الأمريكية طالبت عبر تقرير نشرته على موقعها الرسمي، بتخصيص ميزانية لتدريب وتجهيز القوات في العراق وسوريا، وتضمينها في الميزانية المالية الجديدة للوزارة للعام المقبل.
وأضاف التقرير أن التحالف يواصل مهمته في هزيمة "تنظيم الدولة" من خلال قوات سوريا الديمقراطية والمجموعات التابعة لها في شمال شرقي سوريا، ووحدات "جيش مغاوير الثورة" في جنوب شرقي سوريا، مبيناً أن القوات المذكورة تعد من الشركاء الملتزمين الذين يحق لهم تلقي المساعدة في إطار صندوق تدريب وتجهيز مكافحة تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لزيادة عدد الأفراد السوريين، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية بمقدار 3500 عنصر في إطار هذا البرنامج، وسيشمل ذلك القوات التي تحرس مراكز الاحتجاز، ليرتفع عدد المجموعات التي تتلقى مساعدات شهرية من الوزارة من 16 ألفاً إلى 19 ألفاً و500 فرد.
كما تهدف الولايات المتحدة أيضاً، إلى تجنيد وتدريب قوات جديدة لحماية مرافق الاحتجاز، فضلاً عن تعزيز الجهود لزيادة القوة القتالية للجماعات السورية التي تقاتل تنظيم الدولة، ومواصلة العمليات ضدها وتدريب وتجهيز ممثلين إضافيين من عدد أكبر من المجموعات السوريين.
وبحسب التقرير فإن وزارة الدفاع طالبت في وثيقة الميزانية، بدعم قوات سوريا الديمقراطية وجيش مغاوير الثورة بما مجموعه 4 آلاف بندقية كلاشينكوف "AK-47" و100 رشاش و 432 مدفع رشاش من طراز "PK"، وحددت القيمة الإجمالية لهذه الأسلحة بقرابة 3.3 ملايين دولار.
وحذر التقرير من أنه في حالة عدم تخصيص الموارد الكافية لبرنامج التدريب والتجهيز، فإن دعم القوات المشتركة في محاربة تنظيم الدولة لن يكون كافيا، مشيرا إلى أن هذا الوضع سيزيد من احتمالية عودة ظهور التنظيم ما يشكل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة.

ذات صلة