قسد والاتحاد الديمقراطي: رحلة بحث مستمرة عن تفاهم مع النظام السوري

تستمر محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي، المسيطر على شمال شرق سوريا، عبر قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في البحث عن صيغة تفاهم مع النظام السوري بهدف حسم مصير منطقة شرقي الفرات، مع الحفاظ على الامتيازات وهيكلية الإدارة الذاتية المقامة هناك.
وفي أحدث محاولة كردية للتقرب من النظام السوري، دعا "ألدار خليل" عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى التوصل لاتفاق مع النظام، في مؤشر واضح على تخوف الحزب من منح الإدارة الأمريكية إذناً لتركيا لتوسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات على حساب قسد وحزب العمال الكردستاني.
وقال خليل في تصريحات صحفية، إن الدول الكبرى لها مصالح خاصة وحين تضع تركيا العضو في حلف الناتو في الميزان مع الإدارة الذاتية، فإن الكفة سترجح لتركيا.
وأضاف أن "الدول الكبرى، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، لن تغضب تركيا إذا تطورت الأمور في المنطقة".
وتُشير مصادر معارضة لـ"وكالة المجس" إن تصريحات ألدار خليل الأخيرة، تعتبر بمثابة محاولة من الجناح التابع لجبال قنديل في حزب الاتحاد الديمقراطي، التقرب من النظام السوري وذلك للحفاظ على مكتسباته في مناطق شمال شرق سوريا.
وكشفت المصادر عن وجود معارك داخلية في حزب الاتحاد الديمقراطي، بين التيار الموالي لجبال قنديل والداعي للتقرب من نظام الأسد، والتيار الآخر الداعي لتشكيل مرجعية سياسة واحدة للأكراد مع المجلس الوطني.
وشددت المصادر على أن تصريحات خليل، تُعتبر بمثابة وأد للمساعي الأمريكية الأخيرة، لتفعيل الحوار بين المجلس الوطني الكردي، وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية التي يقودها الاتحاد الديمقراطي.
ومنذ مطلع عام 2020، شهدت المفاوضات الكردية عقد عدة حوارات برعاية أمريكية إلا أنها لم تحقق أي نتائج تذكر، بسبب رفض الاتحاد الديمقراطي فك ارتباطه بحزب العمال الكردستاني، بالإضافة لرفضه تعديل العقد الاجتماعي، وإلغاء التجنيد الإجباري، ودخول البيشمركة السورية إلى الشمال الشرقي من سوريا.
الحوار الكردي-الكردي
وفي منتصف نيسان الجاري، أبلغ نائب المبعوث الأميركي “ماثيو بيرل”، الأحزاب الكردية في شمال وشرق سوريا، بضرورة استئناف الحوار الكردي مجدداً، معتبرا إياه من أولى أولياته في سوريا، مشيراً إلى أن المفاوضات الكردية تُعتبر جزءاً من الحل الشامل للأزمة السورية.
وأشار تقرير لـ"المجس" عن حدوث عدة لقاءات خلال نيسان الجاري، بين المبعوث الأمريكي إلى سوريا والمجلس الوطني الكردي من جهة، وحزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية وقائدها مظلوم عبدي من جهة أخرى، مبيناً أن الاجتماعات تناولت بشكل خاص عدداً من القضايا الخلافية بين الطرفين، مشيراً إلى أن المبعوث الأمريكي وأعضاء المجلس الوطني، بحثوا بشكل معمق المشاكل الخلافية بين الأحزاب الكردية، وسبل حلها، دون الوصول لقرار حول استئناف الحوار حتى اللحظة.
وشدد التقرير أنه على الرغم من الضغط الأمريكي الكبير تجاه تسريع استئناف الحوار والتفاوض الكردي، إلا أن الأجواء غير مهيئة حتى اللحظة، مشيراً إلى أن العمل يتم ببطء لإنجاح الحوار، وهو ما تثبت صحته تصريحات ألدار خليل الأخيرة الداعية للحوار مع النظام السوري ورفض الحوار الكردي.
ويتجلى الصراع الكردي في مناطق إقليم كردستان ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على" أحقية التمثيل الكردي"، وتهدف قسد في مناطق سيطرتها إلى جمع أكبر عدد ممكن من الأحزاب الكردية بمواجهة المجلس الوطني الكردي.
وفي جولات التفاوض السابقة توصلت أطراف الحوار إلى اتفاق بشأن الوثيقة السياسية، وإنشاء مرجعية سياسية تهدف لتوحيد الرؤى والخطاب السياسي وإشراك المجلس الوطني الكردي في إدارة المنطقة، فيما شهد تشرين الأول2020، تعثر الحوار رغم الضغط الأمريكي على طرفي المفاوضات، وتخطط الولايات المتحدة إلى البناء على نتائج الحوار الكردي ـ الكردي، لإطلاق حوار كردي ـ عربي في مناطق سيطرة قسد وذلك بهدف تثبيت الاستقرار في المنطقة، ومشاركة العشائر العربية في إدارة المنطقة.
وتُتهم الشبيبة الثورية التابعة بشكل مباشر لألدار خليل وحزب الاتحاد الديمقراطي، بتنفيذ عدة هجمات طالت مقار الأحزاب الكردية المعارضة لقسد وعلى رأسها المجلس الوطني الكردي.
وفي 19 نيسان الجاري أحرق عناصر من الشبيبة الثورية مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني "الفرع السوري"، في مدينة الدرباسية شمالي الحسكة، ومكتب المجلس الوطني الكردي في مدينة المالكية شمال غربي الحسكة، أقصى شمال شرق سوريا.

 

ذات صلة