ريف حمص: "سجن سري" جديد لميليشيا الحرس الثوري الإيراني

انتهت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، من بناء أول معتقل لها في بلدة السخنة شرقي حمص، ليُصبح عدد السجون الإيرانية في حمص 3 سجون، وذلك بعد إنشاء الحرس في وقتٍ سابق سجنين في تدمر والزملة.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن السجن الجديد في بلدة السبخة، يحتوي على ست زنازين فردية، وثمانية جماعية، كما يضم في أروقته ثلاثة مكاتب إدارية، ويمتلك مدخلين أحدهما شمالي وآخر جنوبي، مشيرةً إلى أنه من المتوقع أن يتسع لقرابة 300 معتقل.
وأضافت المصادر أن قيادة الحرس الثوري الإيراني، أصدرت أمراً لكافة الميليشيات التابعة لها في المنطقة، بنقل السجناء الموجودين لديها داخل المقرات، إلى سجنة السخنة الجديد، ونقلت عن عناصر محليين يعملون مع الميليشيات الإيرانية قولهم، إنه من المتوقع أن يتم نقل قرابة 80 سجيناً من منطقة مساكن الجمعيات وذلك بعد اكتظاظ سجون الحرس الثوري في تدمر وحقل الزملة بأعداد كبيرة من المعتقلين.
وشددت المصادر على الانتهاكات المُمارسة على السجناء من قبل الميليشيات الإيرانية ، مؤكدةً وقوع حالات تعذيب بشكل يومي لأعداد كبيرة من المعتقلين، فضلاً عن وجود عمليات ابتزاز لأهالي المسجونين، مشيرةً إلى وقوع عدة حالات قتل وتصفية جسدية بحق معتقلين تتهمهم الميليشيات بالانتماء لتنظيم الدولة وفصائل المعارضة المسلحة، أو التعاون معه.
وبينت المصادر أن ميليشيا الحرس الثوري لا تقوم بإبلاغ أهالي المساجين الذين يتم تصفيتهم على أيدي عناصرها، بوفاتهم، موضحةً أنها تقوم بنقل الجثث إلى أماكن بعيدة ودفنها دون توثيقها لديها أو لدى السجلات التابعة للنظام، فضلاً عن عدم إخطار الأهالي بأخبار وفاة أبنائهم داخل المعتقل.
وفي عام 2020، أنشأت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، سجناً خاصاً بها قرب مدينة تدمر، ثم قامت ببناء سجن آخر قرب حقل الزملة النفطي ويضم السجنان معتقلين سوريين مدنيين وعسكريين.
وكانت ميليشيا الحرس الثوري قد أنشأت، أواخر كانون الأول الفائت، سجناً سرياً داخل مطار دير الزور العسكري شرقي سوريا، ليكون السجن الرابع الذي تقيمه الميليشيا داخل المحافظة منذ سيطرة النظام السوري عليها عام 2017.
وأشار تقرير سابق لـ"المجس" إلى أن السجن الجديد أُنشى بجوار الهنغارات العسكرية وسط مطار دير الزور العسكري، وذلك بإشراف وتمويل إيراني، مبيناً أن كوادر إيرانية هي من قامت بعمليات البناء والتجهيز لأروقة السجن والزنازين الموجودة بداخله.
وأضاف التقرير أن السجن الجديد مخصص للقادة والعناصر التابعين للميليشيات المرتبطة بإيران في سوريا، ممن يواجهون تُهم الخيانة، والتواصل مع جهات خارجية كالتحالف الدولي، وتسريب معلومات عسكرية، فضلاً عن المرتكبين لجنايات قتل بحق عناصر آخرين من ذات الميليشيا، وصدر بحقهم أحكام بالقتل.
ولفت أن الميليشيات رفعت أعلام النظام السوري على المبنى الرئيسي للسجن، لإيهام الطائرات المسيرة التي تستهدف المقار الإيرانية بشكل دائم، بأن المبنى يتبع لقوات النظام السوري، موضحاً أن الحرس الثوري قام بفرز عدد من عناصره الموثوقين لحراسة السجن، وأصدر أوامراً بمنع اقتراب عناصر قوات النظام من المبنى، مهدداً بعقوبات شديدة بحق المخالفين.
ونقل عن مصادر مقربة من الحرس الثوري، قولها إن قيادة الحرس الثوري نفذت في ذات الفترة، حكماً بإعدام عنصرين من الجنسية العراقية، ينتمون لميليشيا الحشد الشعبي العراقي، في ساحة صغيرة مرفقة بالسجن، وذلك بتهمة التواطؤ والخيانة، وإمداد التحالف الدولي بمعلومات عسكرية أفضت لقصف مواقع ومقار تابعة للميليشيات الإيرانية وأسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وكانت ميليشيا الحرس الثوري قد أنشأت قبل السجون المذكور، ثلاثة سجون داخل محافظة دير الزور، إلا أن مايميز السجن المذكور، أنه مختص لمحاكمة وتصفية قادة وعناصر الميليشيات التابعة لإيران، وغير مخصص لاعتقال المدنيين أو إيداعهم بداخله، باستثناء أولئك الذين تثبت عليهم تهم التواصل مع التحالف الدولي.
وفي تموز الفائت قال موقع المونيتور إن ميليشيات الحرس الثوري الإيرانية تقوم بإعادة انتشار وبناء قواعد وسجون جديدة في مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا بعد تعرضها لضربات جوية إسرائيلية وأمريكية متكررة، حيث افتتحت تلك الميليشيات، سجناً خاصاً بها في حقل غاز زملة في ريف مدينة الرقة شمال شرق سوريا.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري من السجن تأكيده أنه تم تجهيز السجن بعد طرد الفرقة الرابعة التابعة للنظام ، مبيناً أن السجن محاط بالقناصة والمقاتلين بالرشاشات الخفيفة، مضيفاً أن الميليشيات عملت على حفر الخنادق وتكديس السواتر لحماية السجن من الاعتداءات الخارجية ومنع السجناء من الهرب، ويشرف على السجن جنرال إيراني ويضم نحو 20 محققاً من جنسيات أجنبية.
وفي حزيران الفائت افتتحت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني سجناً جديداً يتبع لها في مدينة البوكمال شرق دير الزور، ويقع السجن المذكور جانب "عبارة الكهرباء" في سوق مدينة البوكمال، و يُستخدم كسجن خاص بالعناصر التابعين لميليشيات إيران ممن يخالفون القوانين والتوجيهات، وكانت الميليشيات الإيرانية تستخدم سجنين في البوكمال، أحدهما يقع قرب "دوار الهجانة" بجانب مستشفى عائشة، والثاني خلف المستشفى الوطني بالبوكمال، وهما سجنان كانت تديرهما ميليشيا "حزب الله" العراقي.

 

ذات صلة