اللواء الثامن يُلقي القبض على خلية اغتيالات تابعة لإيران في درعا

تشهد مدينة درعا منذ عقد اتفاق التسوية مع النظام السوري صيف عام 2018، فلتاناً أمنياً كبيراً أعقبه موجة من الصراعات العسكرية الدامية بين النظام السوري ومسلحين مناوئين له داخل المحافظة، وذلك بالتزامن مع تصاعد موجات الاغتيال التي ضربت كافة المدن والبلدات في درعا.
ومع ازدياد عمليات الاغتيال التي حصلت داخل المحافظة في شهر نيسان الفائت، وتهاون النظام السوري في ضبط عمليات الاغتيال والفلتان الأمني، عملت عدة جهات في محافظة درعا على  التخفيف من حدة الاغتيالات عبر ملاحقة عناصر المجموعات المتخصصة في الاغتيالات وإلقاء القبض عليها.
وكشف مصدر من اللواء الثامن في درعا لـ"وكالة المجس" عن تمكن قواته من القبض على خلية اغتيالات تابعة لإيران، مشيراً إلى أنها نفذت عشرات عمليات الاغتيال في المحافظة.
وأضاف المصدر أن قوة من اللواء داهمت، الخميس الفائت، منزل المدعو بدر الشعابين في بلدة صيدا شرقي درعا بهدف اعتقاله، وذلك عُقب ورود معلومات تؤكد مسؤوليته عن عشرات عمليات الاغتيال في درعا بدعم وتنسيق مع فرع المخابرات الجوية في المحافظة.
وأشار المصدر إلى أن قيادة اللواء الثامن وبعد تلقيها عدداً من الأخبار التي تُفيد بضلوع الشعابين بعمليات الاغتيال، عملت على تجنيد عناصر من منتسبيها ضمن صفوف مجموعته للكشف عن حقيقية الاتهامات الموجهة ضده، مبينةً أن المنتسبين أكدوا ضلوعه في الكثير من عمليات الاغتيال خلال انخراطهم في صفوف مجموعته.
ولفت المصدر أن الشعابين اكتشف أمر الخلية المزروعة في مجموعته، وقام باعتقال عنصر من اللواء من المنتسبين له، ما دفع اللواء الثامن لمهاجمة الشعابين ومجموعته، والاشتباك معهم لأكثر من ساعتين، ليقوم بالاستسلام برفقة عناصره، بعد نفاذ ذخيرته، وحصاره بشكل كامل.
وأسفرت الاشتباكات المذكورة بحسب المصدر ذاته، إلى مقتل المدعو نضال الشعابين أمام منزله، إضافة إلى تحرير عنصر اللواء المحتجز لديه، مؤكداً أن الشعابين كان بصدد تصفيته بعد تلقيه أمراً بذلك من فرع المخابرات الجوية.
وشدد على أن مجموعة الشعابين متورطة في عدد من عمليات ومحاولات الاغتيال في المحافظة درعا، موضحاً أن قياديين وعناصر من اللواء الثامن كانوا من ضمن الموجودين على قوائم الاغتيال وذلك بالتنسيق مع فرعي الأمن العسكري والجوية، وبدعم وتسهيل من إيران.
حزب الله وإيران: تورط بالاغتيالات
مصادر أخرى من اللواء أكدت لـ"وكالة المجس" صحة المعلومات الواردة أعلاه، وكشفت عن عثورها على محادثات عبر تطبيق واتساب،  تظهر تنسيق مجموعة الشعابين مع صف ضابط يعمل لصالح فرع المخابرات الجوية يدعى "أبو وائل"، مؤكدةً أن المحادثات تظهر تورطه في عملات اغتيال لصالح الفرع وحزب الله اللبناني مقابل مبالغ مالية.
ويُعتبر المدعو "أبو وائل" من أبرز المسؤولين عن ملف الاغتيالات في ريف درعا الشرقي، إضافة إلى مسؤوليته عن أحد الحواجز الموجودة في مدينة درعا، كما يتلقى أوامره من العميد "خردل ديوب" رئيس المخابرات الجوية في المحافظة، الذي تربطه علاقة مباشرة مع الميلشيات الإيرانية المنتشرة هناك، بحسب المصادر.
وخلال الـ24 ساعة الماضية شهدت محافظة درعا، محاولات اغتيال أفضت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين، وذلك بالتزامن مع تحرك اللواء الثامن لضبط الخلايا المتهمة في تنفيذ تلك العمليات.
وبحسب مصادر محلية فإن مجهولين أطلقوا النار على المدعو "محمد حسن النابلسي"، في قرية النهج جنوبي غربي درعا، ما أدى إلى مقتله على الفور، مبينةً أنه يخدم ضمن صفوف الفرقة 15 التابعة للنظام السوري وينحدر من دمشق، موضحةً أنه شارك في معارك درعا الأخيرة، ومنها اقتحام درعا البلد ومدينة جاسم شرق المحافظة، فيما لقي "رائد عبد الرحمن البرادن" مصرعه متأثراً بجراح أصيب بها عندما فتح مجهولون الرصاص عليه في مدينة طفس شرقي درعا، بالإضافة لمقتل نضال الشعابين على أيدي اللواء الثامن.
وشهدت محافظة درعا منذ انتهاء عمليات التسوية بين اللجنة الأمنية التابعة للنظام واللجنة المركزية، ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات التصفية والاغتيال، التي تحدث في ظل سيطرة النظام على المحافظة، على الرغم من إعلان الأخير استباب الأمن بعد اتفاقيات طالت مدن وبلدات المحافظة بالكامل، سلم الأهالي بموجبها كميات من الأسلحة كانت بحوزتهم، كان النظام يتذرع باستخدامها في عمليات التصفية.

ذات صلة