مرتزقة سوريون يشاركون في معارك دونباس الأوكرانية إلى جانب روسيا

قالت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" في تقريرٍ لها الثلاثاء، إن روسيا قامت بنقل مئات المقاتلين السوريين من "قاعدة حميميم" في اللاذقية للمشاركة في عمليات القتال إلى جانبها في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، مشيرةً أنهم خضعوا لدورات تدريبية بإشراف ضباط روس، بعد تجنيدهم للقتال تحت مسمى التطوع والدفاع مع الجيش الروسي.
وأضافت المنظمة أن روسيا قامت بنقل ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري بينهم جنود من جيش النظام إلى أوكرانيا للقتال كمرتزقة إلى جانبها، مبينةً أنها بنت معلوماتها بناءً على شهادات حصلت عليها من أقرباء عناصر ذهبوا بالفعل إلى كييف، إضافة إلى شهادات أخرى من ضباط درجة ثانية يعملون لدى النظام السوري.
وأشارت المنظمة إلى أن المقاتلين أبدوا رغبتهم للقتال إلى جانب موسكو في وقتٍ سابق، عبر تسجيل أسمائهم لدى وسطاء وشركات أمنية، أبرزها شركة الصياد الأمنية، لافتاً إلى وجود جنود نظاميين بينهم عناصر من الفرقة 25 التي يقودها العميد سهيل الحسن الذي يعتبر رجل موسكو في سوريا، إضافة إلى آخرين من الفيلق الثامن الذي شكلته روسيا في محافظة درعا من مقاتلين كانوا سابقاً في صفوف المعارضة المسلحة.
وشددت المنظمة على أن عملية نقل المقاتلين تمت عبر قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية في شهري آذار وأيار، كما تزامنت العملية مع نقل مقاتلين سوريين من ليبيا إلى القاعدة تمهيداً لإرسالهم إلى اوكرانيا للهدف ذاته، مبينةً أنها قاطعت معلومات تواريخ السفر التي حصلت عليها من المصادر مع موقع فلاي تردر 24 للرحلات الجوية، ما أثبت وجود رحلات جوية بالتوقيت ذاته.
وبينت أن موسكو وعدت عبر وسطائها 100 مقاتل تم تطويعهم عبر شركة الصياد الأمنية، وينحدر غالبيتهم من المنطقة الوسطى، براتب يصل إلى 1500 دولار أميركي للشهر الواحد، بالإضافة لحصولهم على مميزات ومكافآت إضافية بعد الانتهاء من المهمة والعودة الى القطعة العسكرية التي جاءوا منها، كما قامت بالامر ذاته مع 50 مقاتلاً من اللواء الثامن تم إرسالهم إلى القاعدة الروسية من محافظة درعا.
وبحسب المنظمة تتلخص مهام المقاتلين العسكرية بخوض معارك مع الجيش الأوكراني في شرقي البلاد ثم الانتقال إلى حماية المدن التي تسيطر عليها القوات الروسية، لافتة إلى أنه لا توجد فترة محددة للمهمة الموكلة إليهم.
ونوهت إلى أن الفرقة 25 التي يقودها الحسن خصصت 530 مقاتلاً تم نقلهم إلى أوكرانيا لهذا الغرض، حيث خضع هؤلاء إلى دورة تدريبية مدتها 15 يوماً بإشراف ضباط روس في مدينتي "كفرنيل" و "خان شيخون" في محافظة إدلب، بهدف نقل الخبرات القتالية وخاصة الإنزال الجوي قبل إرسالهم.
سماسرة ومكاتب أمنية لتجنيد السوريين لصالح روسيا
وفي مطلع آذار الفائت،  أشار تقرير لـ"وكالة المجس" إلى أن المكاتب الأمنية التابعة للنظام، والتي تدين بالولاء لموسكو، باشرت تسجيل أسماء شبان من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، بهدف نقلهم إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب القوات الروسية لمساعدتها في الحرب الهادفة لإسقاط حكومة كييف، حيث جمعت منذ الأيام الأولى، قائمة تضم أسماء مئات الشبان الراغبين بالالتحاق بالمعارك الدائرة في أوكرانيا، وذلك لعرضها على القوات الروسية الموجودة في سوريا من أجل الموافقة عليها قبل بدء عملية إرسال المقاتلين.
وبحسب التقرير فإن الميليشيات والأجهزة الأمنية المرتبطة بروسيا، عملت بشكل مكثف خلال الأسبوع الأول من آذار، على الترويج لفكرة الذهاب والمشاركة في معارك أوكرانيا، واستقطبت عدداً كبيراً من الشبان لاسيما في مناطق الساحل السوري، مستغلةً سوء الوضع الاقتصادي وانعدام فرص العمل، ونقص المواد الأساسية، ورفع النظام السوري مؤخراً الدعم عن مئات الآلاف من السوريين.
السماسرة العاملين في مجال التجنيد، لم يبلغوا الشبان الراغبين بالذهاب إلى أوكرانيا، بداية الأمر، بالمبلغ الذي سيدفع لهم مقابل ذهابهم، لكنهم أكدوا أنه لن يقل عن المبالغ المدفوعة للسوريين الذي ذهبوا في وقتٍ سابق إلى فنزويلا وليبيا، ووفقاً للمصادر فإن السماسرة طالبوا الأشخاص الراغبين بالانتساب بدفع مبلغ 250 ألف ليرة سورية لهم، في حال تمت الموافقة عليهم بعد رفع أسمائهم من قبلهم.
ونقل التقرير عن قادة سابقين في فصائل المعارضة بريف دمشق قولهم، إن أفرع المخابرات التابعة للنظام، عرضت على لجان المصالحة في مناطق عدة بريف دمشق، إصدار عفو عن المقاتلين السابقين ذوي الخبرة القتالية، ومنحهم امتيازات أمنية وعسكرية، مقابل إخضاعهم لدورة عسكرية في إحدى الثكنات الروسية، تمهيداً لنقلهم إلى أوكرانيا، مشدداً على أن روسيا طالبت أجهزة المخابرات بتجنيد ذوي الخبرة والكفاءة القتالية العالية من مقاتلي المعارضة السورية سابقاً، لافتاً أن الروس أخطروا أفرع المخابرات بأن الحرب في أوكرانيا قد تطول، وتتحول إلى قتال شوارع، وأن خبرة المقاتلين السابقين في قتال الشوارع، قد تدعم القوات المهاجمة في أوكرانيا.
وبين أن الأجهزة الأمنية والميليشيات المرتبطة بالروس، أبلغت الراغبين بالذهاب أنهم سيخضعون لدورات مكثفة على أيدي ضباط روس في قاعدة حميميم العسكرية، أو إحدى الثكنات التابعة للروس، وأضافوا " لن يتم قبول أصحاب الخبرة القتالية الضعيفة، روسيا تريد أصحاب الخبرة العالية"، وكشفت أن الأجهزة الأمنية اشترطت على الراغبين بالانتساب عدم وجود أي أمراض لديهم، أو أي إصابات سابقة قد تعوق حركتهم خلال المعارك.

ذات صلة