هل بدأت الحرب ضد تنظيم الدولة في البادية السورية؟

أطلقت روسيا برفقة قوات من جيش النظام السوري، وأخرى من المليشيات المدعومة من إيران، حملة عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيم الدولة في البادية السورية، وسط أنباء عن تجهيز ثمانية آلاف عنصر لتنفيذ العملية من سبعة محاور قتالية.
وقالت مصادر عسكرية معارضة لـ"وكالة المجس" إن روسيا جهزت هجوماً يُعتقد أنه سيمتد على 7 محاور قتالية، مبينةً أن هذه المحاور ستشمل  أرياف محافظة دير الزور، وصولاً إلى أرياف محافظة حمص، وذلك بمشاركة طائرات حربية ومروحية تابعة للنظام وروسيا.
وأضافت المصادر أن روسيا بدأت بالتخطيط لهذه العملية قبل شهر من الآن، وعمدت إلى التنسيق مع قادة القوات التي تدعمها والمليشيات المدعومة من إيران، بهدف تجهيز المقاتلين وتهيئة العتاد العسكري بالكامل، بغية السيطرة على منطقة البادية والحد من نشاط خلايا تنظيم الدولة الذي تصاعد بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة.
وأشارت المصادر إلى أنها رصدت عدداً من المنشورات في الغرف الإعلامية التابعة للنظام السوري، تحدثت فيها عن المحاور التي من المقرر أن يبدأ الهجوم عليها، وأبرزها محور طريق مدينتي تدمر والسخنة بريف حمص الشرقي، وطريق أثريا وصفيان بريف حماة الشرقي، وطريق الرصافة باتجاه آبار الرجوم، والحلول، والزملة النفطية ومحيطها.
كما ستشمل العملية طريق صفيان البئر القديم حتى وادي عمشردي بريف الرقة الجنوبي الغربي، ومحيط مدينة معدان، شرق محافظة الرقة باتجاه جبل بشري، وطريق دير الزور باتجاه الشولا، وكباجب بريف دير الزور الجنوبي الغربي، وطريق تدمر وجبال العمور وصولاً إلى آبار حقل الشاعر للغاز باتجاه مناجم الفوسفات في خنيفيس والصوانه بريف حمص الشرقي.
وحول الميليشيات المشاركة في المعركة، بينت المصادر أنها متعددة الولاءات، فبعضها تابع للروس وآخر لإيران، وقسم يتبع لجيش النظام السوري، وقالت إن المعركة ستشهد وجود ثمانية آلاف عنصر من "قوات الفرقة 25 مهام خاصة، قوات الفرقة 11، الفرقة 17، الفرقة 18، الفرقة الرابعة، ولواء البعث لواء القدس الفلسطيني، لواء فاطميون الأفغاني، حركة النجباء العراقية، لواء الحسن والحسين العراقي، مليشيا القاطرجي، مليشيا الدفاع الوطني ، واللواء 103، واللواء 104، واللواء 106 التابعة للحرس الجمهوري".
كما ستشارك إلى جانب الميليشيات المذكورة، قوات محلية أخرى تابعة لمليشيات مدعومة من النظام تم استقدامها من حماة، والسلمية ومحردة والسقيلبية، وأخرى من ريف حمص الشرقي، ومحافظة دير الزور، والرقة، ومعدان بريفها الشرقي، وريف حلب الشرقي ، وذلك تحت قيادة وإشراف مباشر من قوات الفيلق الخامس.
وحول الوجود الروسي في المعركة، بينت المصادر أن مايقارب من 15 جنرالاً روسياً من قاعدة حميميم، سيقومون بعملية الإشراف على المعركة من غرفة عمليات مطار تدمر العسكري بمشاركة طيران الاستطلاع الروسي، وطيران من طراز لام -39 من مطار حماة العسكري، والطيران الحربي الروسي من طراز سوخوي - 34، وسوخوي 25، بالإضافة لمروحيات روسية  من نوع "مي 24، مي 28، 52 كا".
وخلال الفترة الفائتة تكبدت قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا عشرات القتلى والجرحى من عناصر قواتها خلال هجمات مباغتة ومنظمة نفذتها خلايا التنظيم، استهدفت فيها الأرتال العسكرية والقوافل النفطية والنقاط العسكرية التابعة لقوات النظام والمليشيات التابعة له في البادية السورية.
وأول أمس دفعت الفرقة 25 مهام خاصة، التي يقودها العميد سهيل الحسن المدعوم من روسيا، بتعزيزات عسكرية ضخمة من جبهات إدلب، إلى بادية ريف حماة الشرقي، بهدف شن حملة عسكرية واسعة النطاق ضد خلايا التنظيم المنتشرة هناك.
ووفقاً للمصادر فإن الفرقة 25 دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة، بلغ قوامها أكثر من 150 آلية عسكرية، من مدينتي معرة النعمان وخان شيخون، وقرى معرشمارين، وتلمنس، والدانا، ومعردبسة، ومعرشورين، ومعرشمشة،  جنوب شرقي محافظة إدلب، إلى بادية أثريا بريف حماة الشرقي.
ووصلت التعزيزات، صباح الخميس، إلى شرق بادية أثريا بريف حماة الشرقي، وبدأت عمليات التمشيط الواسعة بإشراف العميد سهيل الحسن قائد الفرقة، وضمت التعزيزات  10 دبابات، و 8 مدفع ميدانية، و6 راجمات من نوع غراد، بالإضافة إلى سيارات مصفحة مزودة برشاشات متوسطة، يُرافقهم قرابة 1000 عنصر من العاملين ضمن أفواج الفرقة 25 مهام خاصة.
بدروها أرسلت كلاً من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، تعزيزات عسكرية من مدينة سراقب إلى بادية مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وذلك لشن حملة عسكرية في المنطقة ضد خلايا التنظيم، مشابهة لتلك التي تم إطلاقها في البادية السورية.
وأول أمس الخميس قُتل خمسة عناصر من قوات النظام السوري، إثر كمين نفذته خلايا تنظيم الدولة، استهدف سيارة عسكرية تابعة لقوات النظام في منطقة البيارات التابعة لبادية مدينة تدمر بريف حمص الشرقي.
وازدادت مؤخراً وتيرة الهجمات التي شنها تنظيم الدولة على قوات النظام السوري، والميليشيات التابعة لإيران وروسيا، وسط عجز الأخيرة عن صد الهجمات المتتالية، على الرغم من إطلاقها عدة عمليات عسكرية سابقة للقضاء عليه دون أي جدوى.