محاولات تهريب مستمرة: الأردن يضبط 678 ألف حبة كبتاغون قادمة من سوريا

أعلن الجيش الأردني، مساء أمس الثلاثاء، إحباط محاولة تهريب 678 ألف حبة كبتاغون مخدر قادمة من سوريا.
ونقلت وكالة "عمون" الأردنية، عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى قولها إن المراقبات الأمامية لقوات حرس الحدود وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، رصدت مجموعة من الأشخاص قادمين من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، حاولوا اجتياز الحدود بطريقة غير مشروعة.
وأضاف المصدر أن قوات الجيش الأردني اتبعت آليات رد الفعل السريع مع المجموعة المتسللة، وطبقت قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة الأردنية، مشيراً إلى أنه بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة عثر على 678 ألف حبة كبتاغون، مبيناً أن المضبوطات حولت إلى الجهات المختصة، لإتلافها أصولاً.
علاقة النظام وإيران
وكان الجيش الأردني قد اتهم في وقتٍ سابق ما اسماها "قوات غير منضبطة" في جيش النظام السوري وأجهزته الأمنية بدعم مهربي المخدرات، قائلاً إن حدود الأردن مع سوريا باتت ضمن أخطر حدود المملكة حالياً.
وقال مدير مديرية أمن الحدود في الجيش الأردني، العميد "أحمد هاشم خليفات"، إن "قوات غير منضبطة من جيش النظام السوري تتعاون مع مهربي المخدرات وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية، بالإضافة لميليشيات حزب الله وإيران المنتشرة في الجنوب السوري والتي تقوم بأعمال التهريب على الحدود.
وأضاف أنه منذ بداية العام الجاري وحتى أيار الفائت، ارتفعت كميات المخدرات التي ضبطتها قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية إلى أكثر من 19 مليون حبة كبتاغون مخدرة، ونحو نصف مليون كف حشيش، و5 أكياس حبوب مخدرات، في حين بلغت الكميات المضبوطة عبر الوجهة الحدودية ذاتها العام الماضي نحو 14 مليون حبة كبتاغون و15 ألف كف حشيش.
وأشار إلى تزايد عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود، بسبب نقص تمويل ميليشيات حزب الله وإيران، مؤكداً على أن هذه الميليشيات هي التي تصنع الحبوب المخدرة لتهريبها بوسائل مختلفة عبر الحدود الأردنية، للحصول على المال في ظل نقص تمويلها الخارجي.
160 جماعة لتهريب المخدرات جنوب سوريا
وفي وقتٍ سابق كشف الأردن عن وجود نحو 160 جماعة تعمل في جنوبي سوريا بتهريب المخدرات إلى المملكة، مشيراً إلى أن المناوشات بين الجيش الأردني وتجار المخدرات ازدادت وتيرتها مؤخراً بسبب عمليات ضبط المخدرات التي نفذتها القوات المسلحة على الحدود.
وقال العميد في المخابرات الأردنية عمر الرداد إن "صراع مراكز القوى في أوساط القيادة العسكرية والأمنية في سوريا، بما فيها صراعات مرجعية الولاءات الإيرانية الروسية، تقف وراء استهداف الأردن بعمليات تهريب المخدرات"، مشيراً إلى أن عمليات التهريب عبر الحدود ازدادت بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا.
وأوضح الرداد، في مقال نشرته وكالة "عمون" الأردنية أن بعض تلك الأوساط غير راضية عن التقارب الأردني مع النظام السوري، بما في ذلك اتفاق الطاقة مع لبنان وفتح الحدود والمعابر مشيراً إلى أن أغلب تلك الاتفاقيات تم إنجازها بوساطة موسكو وليس من بوابة إيران.
وأشار إلى أن عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن تتصاعد، وتزداد معها حدة المواجهات بين حرس الحدود في الجيش الأردني مع ميليشيات وعصابات مسلحة بأسلحة حديثة وقذائف ومركبات متطورة، موضحاً أن ذلك لم يعد حالات تهريب معهودة، بل أعمال عدائية منظمة، تقف خلفها جهات نافذة في سوريا، ربما لا تتوقف عند تهريب المخدرات، مشدداً على أن الأردن أمام مخاطر وتهديدات أمنية جدية، ربما أعمق مما يتم الإعلان عنه.

ذات صلة