واصلت قوات النظام السوري والميليشيات المدعومة من إيران وروسيا، حملتها العسكرية في البادية السورية، التي بدأتها أول أمس، وسط اشتباكات مع عناصر التنظيم المنتشرين في المنطقة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
وقالت مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" إن قوات النظام برفقة مليشيات مواليه لها، واصلت اليوم السبت، حملة التمشيط التي بدأتها في بادية الرقة الجنوبية الشرقية، بحثاً عن خلايا تنظيم الدولة، وذلك بمشاركة كثيفة من الطيران الحربي الروسي.
وأضافت أن العملية بدأت من منطقة جبل البشري في بادية الرقة وصولًا إلى بادية الرصافة، وذلك بعد تصعيد عسكري من قبل تنظيم الدولة أسفر عن مقتل العديد من قوات النظام في مناطق متفرقة من البادية السورية.
وأشارت إلى أن النظام السوري نشر، قوات من 3 تشكيلات عسكرية تتبع له في منطقة البادية السورية، وهي "الفرقة17، الفرقة 25 مدرعات، الفيلق الخامس"، مبينةً أن العملية انطلقت من بادية الرصافة في ريف الرقة، ومن المقرر أن تتوسع ليتم تمشيط كافة مناطق البادية السورية.
ولفتت أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين، الخميس، في منطقة جبل البشري ضمن بادية الرقة قرب الحدود الإدارية مع دير الزور، ما تسبب في خسائر بشرية للطرفين، وسط قصف جوي روسي، مشيرةً إلى مقتل 9 عناصر في قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و7 عناصر من التنظيم خلال هذه الاشتباكات.
فيما أعلن تنظيم الدولة عن حصيلة عملياته في أماكن انتشار خلاياه ومقاتليه حول العالم خلال الأسبوع الأخير، من بينها عملية واحدة في سوريا، وقالت مجلة "النبأ" التابعة للتنظيم إن التنظيم نفذ 53 عملية في أماكن انتشاره حول العالم، من بينها هجوم واحد استهدف قوات النظام في محافظة الرقة، والذي قُتل فيه 13 عنصرًا من قوات النظام، مشيرةً الى أن العدد الصحيح للقتلى هو 16 عنصر.
وكثف تنظيم الدولة، خلال الأيام الفائتة، هجماته ضد قوات النظام السوري في البادية السورية، حيث شهدت المنطقة استهدافات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من جيش النظام.
ويوم الإثنين الفائت، قتل 13 عنصراً من قوات النظام في منطقة جبل البشري بريف الرقة، جراء هجوم استهدف حافلة تقلهم في ريف محافظة الرقة، من قبل خلايا تابعة لتنظيم الدولة.
وقالت وكالة "أعماق" شبه الرسمية التابعة لتنظيم الدولة، إن مقاتلي التنظيم نصبوا كميناً لحافلة كانت تقل عناصر من قوات النظام أثناء سيرها على طريق قرية "الزملة" في ريف الرقة الجنوبي، قرب الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور.
وأضافت أنه لدى دخول الحافلة منطقة الكمين، استهدفها التنظيم بنيران كثيفة من رشاشات خفيفة ومتوسطة، ما أسفر عن مقتل 13 جندياً وإصابة آخرين، مشيرةً إلى أن مقاتلي التنظيم أحرقوا الحافلة قبل أن ينسحبوا من المنطقة.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري "سانا"، قد اعترفت بمقتل 13 من العسكريين والمدنيين في منطقة جبل البشري بريف الرقة، وأشارت إلى أن "اعتداءً إرهابياً استهدف حافلة ركاب على طريق في منطقة زملة بريف الرقة".
وتتزامن عمليات الاستهداف المتكررة لقوات النظام السوري، مع حملة تمشيط يقوم بها الأخير، بدعم وإشراف روسي بباديتي البشري ومعدان، بهدف اجتثاث خلايا التنظيم وتثبيت نقاط جديدة في المنطقة بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية.
وتشهد بوادي دير الزور وحمص والرقة، انتشاراً كبيراً لعناصر تنظيم الدولة، وخلاياه، حيث سبق وأن استهدفت عدة أرتال عسكرية للنظام السوري، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وفي مطلع حزيران الجاري، قُتل وجرح 24 شخصاً، بهجوم لمجهولين على حافلة سفر كانت تقلهم بالقرب من بادية الشولا على طريق دير الزور – تدمر، وبحسب "سانا" فإن الحافلة كانت تقل مدنيين قادمين من مدينة حلب إلى دير الزور وتعرضت لاعتداء "إرهابي" عند مفرق البشري بمنطقة الشولا في دير الزور أدى لمقتل 3 منهم وإصابة 21 آخرين بعضهم في حالة حرجة".
وتشهد مناطق انتشار قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، نشاطاً عسكرياً متزايداً لخلايا تنظيم الدولة، حيث تنتشر الأخيرة في معظم البوادي التي يُسيطر عليها النظام السوري والميليشيات الرديفة، وبحسب عدة مصادر فإن هجمات التنظيم شهدت زيادة ملحوظة منذ إعلان مقتل زعيم التنظيم بإنزال جوي أمريكي في منطقة أطمة، وإعلان التنظيم عزمه شن هجمات دامية ضمن ما اسماه "غزوة الثأر".