روسيا تنشر تسجيلاً لاستهداف التنف و "تُدعشن" مغاوير الثورة

نشرت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، تسجيلاً مصوراً، قالت إنه لاستهداف نقاط عسكرية لفصيل "مغاوير الثورة" في محيط قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، حيث تعمل القوات الأميركية وفصائل من المعارضة السورية معاً في تلك المنطقة.
وبررت الدفاع الروسية هجمات التنف بأن القوات المتواجدة هناك قامت بمهاجمة المدنيين والمنشآت المدنية في سوريا، زاعمةً بأن القوات في التنف قامت باختراق الصحراء السورية سراً، وخططت لهجمات إرهابية على منشآت صناعة النفط في المنطقة.
وأردفت بالقول " أول ظهور لهذه القوات كان في 20 حزيران، وهي تطلق النار على حافلة مدنية على حدود محافظتي الرقة ودير الزور، حيث لقي 14 شخصاً مصرعهم، وأصيب 5 آخرون"، وذلك في إشارة واضحة لتحميل روسيا فصيل مغاوير الثورة مسؤولية الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة في المنطقة.
وأكدت الوزارة، توجيه ضربة عالية الدقة على القوات في قاعدة التنف، محذرةً بأنه يجب على كل إرهابي أينما يختبئ أن يعرف، ويتذكر أن العقاب قادم.
وفي 20 حزيران قُتل 11 عنصراً من قوات النظام ومدنيين اثنين، بينما جرح آخرون جراء هجوم استهدف حافلة تقلهم في ريف محافظة الرقة، وذلك بالتزامن مع حملة تمشيط تقوم بها ميليشيا الدفاع الوطني والفيلق الخامس بدعم وإشراف روسي بباديتي البشري ومعدان، بهدف اجتثاث خلايا التنظيم وتثبيت نقاط جديدة في المنطقة بالتنسيق مع الميليشيات الإيرانية.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري "سانا" إن 13 من العسكريين والمدنيين قتلوا في منطقة جبل البشري بريف الرقة، وأشارت إلى أن "اعتداءً إرهابياً استهدف حافلة ركاب على طريق في منطقة زملة بريف الرقة".
وتشهد بوادي دير الزور وحمص والرقة، انتشاراً كبيراً لعناصر تنظيم الدولة، وخلاياه، حيث سبق وأن استهدفت عدة أرتال عسكرية للنظام السوري، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
قصف قاعدة التنف
وكان فصيل جيش مغاوير الثورة، المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، قد أعلن قبل أيام، عن تعرض أحد مواقعه في منطقة الـ "55 "على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، التي يسيطر عليها التحالف الدولي، لهجوم بطائرات مسيرة مجهولة المصدر.
وقال الجيش عبر صفحته الرسمية على فيسبوك "هاجمت قوات مجهولة بالطائرات مواقع تابعة لنا، وكانت الهجمات غير مبررة ولم تنجح إلا في إلحاق أضرار بسيطة بتلك المواقع"، وأردف "الفصيل لايزال قوياً في مواجهة الطغاة وأولئك الذين يرغبون بإيذاء الأبرياء في منطقة خفض التصعيد".
وشدد مغاوير الثورة على أنه لم يصب أي من عناصره بأذى، واقتصر الهجوم على الأضرار المادية البسيطة في المواقع المستهدفة، مشيراً إلى أنه مصمم على مواجهة "قوى الشر".
من جانبها نقلت شبكة "CNN" عن مسؤولين دفاعيين أميركيين أن روسيا حذرت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، الجيش الأميركي من أنها ستشن ضربات جوية ضد مسلحين محليين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوب شرق سوريا.
وأضافت الشبكة أن ذلك أدى إلى قيام الولايات المتحدة بتحذير المقاتلين بسرعة لتحريك مواقعهم والتأكد أيضاً من عدم وجود قوات أميركية في الجوار، ولم يكن على القوات الأميركية التحرك لأنها كانت بعيدة بما فيه الكفاية، لكن المقاتلين المحليين فعلوا ذلك.
رسائل روسية
توقيت الضربات جاء في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وموسكو بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث تحاول وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ضمان عدم تصاعد التوترات مع القوات الروسية، بما في ذلك في سوريا حيث عمل الجانبان فيها بالقرب من بعضهما البعض لسنوات.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين فإن التقييم الأولي هو أنه من المحتمل أن تكون القوات الروسية قد تلقت أوامر بإخطار الولايات المتحدة في وقت مبكر وشن الضربات الجوية، مع العلم أنها لن تضرب القوات الأميركية، والأميركيون سيحذرون حلفاءهم.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن الروس، حققوا هدفهم المتمثل في إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة، مفادها أنه بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام.
وجاء الإخطار من قبل روسيا من خلال " آلية منه التصادم" التي تعمل منذ سنوات، وتم استحداثها بموجب مذكرة التفاهم بين موسكو وواشنطن، الموقعة في تشرين الأول عام 2015، حيث يقوم كل جانب بإخطار الآخر بالعمليات العسكرية والتحركات التي قد تؤدي إلى سوء تقدير إذا لم يكن كل جانب على علم بأنشطة الطرف الآخر.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الروس زعموا أن فصيل "مغاوير الثورة" نفذ هجوماً بقنبلة زرعت على جانب الطريق ضد القوات الروسية تسببت بوقوع جرحى وقتلى بين صفوف العسكريين الروس.
وأضافوا أن الروس كانوا يقللون من مخاطر حدوث أزمة، مع العلم أن الولايات المتحدة ستبلغ المقاتلين المحليين، إلا أنهم أرادوا إيصال الرسالة لواشنطن، بأن القوات المدعومة من قبلها، لن تكون في مأمن حال اندلاع أي أزمة جديدة بين الطرفين.

ذات صلة