قال المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالن"، إن بلاده ليست لديها أي اتصالات سياسية مع النظام السوري، معترفاً في الوقت ذاته بوجود اتصالات على الصعيد الاستخباراتي.
وأضاف قالن خلال لقاء تلفزيوني على قناة "خبر تورك" أنه "لا يوجد الآن أي اتصال سياسي مع النظام السوري، هناك لقاءات استخباراتية، هذه اللقاءات تجري وفق مصالحنا الوطنية، ولكن أبعد من ذلك لا يوجد أي لقاء سياسي".
وشدد على أنه ليس من السهل إقناع السوريين بالتصالح مع الأسد، وإرسالهم إلى بلادهم، مضيفاً "هؤلاء هربوا من الحرب وعاشوا آلاماً كبيرة، والجهود التركية منصبة على تأسيس المناطق الآمنة، ليستمر هؤلاء في حياتهم بأمان".
ولفت أن تركيا تسعى لإنشاء منازل في عفرين وإدلب وتل أبيض ورأس العين بإمكاناتنا الذاتية، موضحاً "نعلم جميعاً بالنهاية يجب أن يعود الناس إلى بلادهم، ولكن يجب عمل ذلك دون فتح المجال لمزيد من الدراما الإنسانية".
وتطرق قالن إلى الحملات التي تشنها المعارضة على الحكومة التركية والسوريين بالقوب "لكن في الداخل التركي يجري الحديث وكأن الحكومة جلبت السوريين قصداً بهدف توطينهم وكسب أصواتهم بالانتخابات".
وحول العمليات العسكرية التركية في سوريا، أشار إلى أن "هناك تهديدات من سوريا، ويجب تأمين المناطق التي توفر تركيا لها الحماية، وفي هذه المناطق قرابة سبعة ملايين سوري يعيشون نتيجة الحماية التي توفرها تركيا، وهناك تكدس للناس أيضاً في إدلب".
وتابع "إن لم يوفر الجيش التركي الحماية لمنطقة إدلب، فإلى أين سيذهب الناس"، مبيناً "هذا يعني موجة نزوح جديدة، وحالياً روسيا وأمريكا تعملان كل ما بوسعهما لاستخدام وحدات الحماية الكردية التي تتعاون معهما عندما تضطر إلى ذلك"، وأردف "الرئيس أردوغان قال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب على روسيا أن تخرج الوحدات الكردية من تل رفعت ومنبج".
وشدد قالن على أن تركيا نفذت ثلاث عمليات عسكرية كبرى في سوريا خلال السنوات السابقة، ولم تأخذ إذناً من أحد في ذلك، والضغوط نفسها تعرضت لها تركيا كما تتعرض لها اليوم، والرئيس أردوغان قال سنهجم عليهم على حين غرة، مشدداً " عند وجود تهديد يُفعل ما هو يلزم".
وتابع تركيا لا تريد الدخول في أي توازن يؤدي إلى ضرر بوحدة سوريا، بل تركيا تحمي سبعة ملايين سوري داخل سورية، وتأمل عودة اللاجئين، وتأمل تركيا أن تنضج الظروف في سوريا.
ولفت أنه كان هناك مطالب من الرئيس أردوغان بفترة حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإنشاء مناطق آمنة، مبيناً "لو أُنشئت لما حصلت المأساة في البحر المتوسط."
وأكد أنه ما لم تعمل هذه الدول على إنشاء المناطق الآمنة، فليس لأحد أن يعترض على العمليات العسكرية التركية، ولا ضمانات بأن تركيا لن تدخل تل رفعت ومنبج، مشيراً " في كل لحظة يمكن أن تكون العمليات العسكرية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن، تمسك بلاده بإطلاق عملية عسكرية جديدة شمال سوريا من أجل استكمال إنشاء المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلومتراً، واستئصال الإرهاب، مشيراً إلى أن منطقتي تل رفعت ومنبج ستكونان منطلق العملية.
وانتقد أردوغان، في تصريحاته الولايات المتحدة الأمريكية لدعمها "وحدات الحماية" الكردية، التي وصفها بالتنظيمات المسلحة الإرهابية في سوريا، وقال: "في شمال سوريا هناك بؤر إرهابية، وهي نقاط تمركز، وممتدة في شمال شرق وشمال غرب البلاد، وللأسف فإن دول التحالف، وعلى رأسها أميركا، تواصل تقديم مختلف أنواع الدعم العسكري بالأسلحة والآليات والمستلزمات والذخائر لها".