بموافقة إسرائيلية: مفاوضات سرية لنقل النفط الإيراني إلى سوريا

كشفت القناة " 12" الإسرائيلية عن وجود مفاوضات سرية لإبرام اتفاق استثنائي يتم بموجبه نقل النفط الإيراني إلى سوريا بموافقة إسرائيل.
وقالت القناة في تقريرٍ لها إن الاتفاق يأتي في إطار تسهيل تجديد الاتفاق النووي مع إيران، حيث تجري الولايات المتحدة مفاوضات سرية بشأن نقل النفط من إيران إلى سوريا.
ولفتت القناة عن احتمالية إبرام اتفاق ثلاثي واستثنائي جداً يضم كلاً من إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، ومن خلاله تدرس إمكانية السماح بمرور النفط الإيراني إلى سوريا.
وأشارت إلى أن إسرائيل طالبت الولايات المتحدة مراقبة نقل إيران النفط إلى سوريا والحصول على معلومات حول حمولة ناقلات النفط الإيرانية، بحيث يتم التأكد من أنها لا تنقل أسلحة، مهددةً باستهداف ناقلات النفط الإيرانية في حال لم تتحقق مطالبها.
وبحسب التقرير فإن نقل النفط الإيراني إلى سوريا، يأتي في إطار تسهيلات أمريكية تجاه إيران، قبيل استئناف المحادثات حول الاتفاق النووي، لافتاً أن ثلاث ناقلات نفط كانت متجهة، الأحد، إلى سوريا من خلال مسار نقلت فيه إيران أسلحة إلى سوريا وحزب الله.
وتُطالب إسرائيل مقابل الموافقة على الاتفاق، إثباتات إيرانية أنه سيتم نقل النفط فقط بناقلات النفط، ومهددةً باستهداف الناقلات في حال لم يتوفر إثبات كهذا.
ولمحت القناة إلى أن الولايات المتحدة التي تعاني جراء ارتفاع أسعار النفط، تدرس سلسلة من التسهيلات لإيران، حتى تعيدها إلى طاولة المفاوضات، كجزء من تجديد الاتفاق النووي.
وشددت على أن أحد التسهيلات، يكمن في السماح بمسار نقل النفط، مؤكدةً أن إسرائيل منخرطة بشكل نشط وكبير جداً في هذا الجانب، حيث تشترط تل أبيب للموافقة على المسار أن تكون رقابة أميركية وشفافية إيرانية، وأن ما ينقل هو نفط فقط وليس سلاحاً.
وأضافت أنه في الماضي، عملت إسرائيل على إحباط عمليات نقل السلاح الإيراني عبر هذا المسار البحري، موضحةً أن الرسالة والتحذير الذي تم نقله إلى كل من الأميركيين والإيرانيين، هو الحاجة إلى الإشراف والإثبات أن ما يمر هو النفط فقط، وإلا فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي.
إسرائيل تستهدف ناقلات النفط الإيرانية
وفي وقتٍ سابق، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal الأميركية تحقيقاً جاء فيه أن إسرائيل باشرت باستهداف ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا باستخدام الألغام.
الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا، تنقل في الغالب نفطاً إيرانياً وأسلحة، وذلك خوفاً من أن أرباح النفط تمول التطرف في المنطقة، ووفقاً لخبراء فإن سلسلة الهجمات ضد الناقلات الإيرانية نتجت عن تقاعس المجتمع الدولي عن العمل، خاصةً بعد أن حنثت إيران بوعدها بعدم تسليم النفط إلى سوريا من ناقلة مصادرة.
وفي نيسان 2021، أدى هجوم على ناقلة نفط إيرانية قبالة السواحل السورية إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وقالت وسائل إعلام إيرانية أن ناقلة النفط التي تعرضت للهجوم، هي واحدة من بين ثلاث ناقلات إيرانية وصلت حينها إلى ميناء بانياس النفطي السوري.
الولايات المتحدة اعترضت شحنات نفط إيرانية إلى سوريا
وفي نيسان الفائت، احتجزت القوات البحرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ناقلة نفط إيرانية قبل وصولها إلى السواحل السورية لتفريغ حمولتها، وذلك بعد أيام من إعلان النظام السوري وصول ناقلة نفط إيرانية إلى بانياس، وتأكيده على وجود شحنة أخرى في طريقها إلى سوريا.
وقال عضو القيادة المركزية لحزب البعث الحاكم في سوريا "مهدي دخل الله"، في حديث لوسائل إعلام موالية، إن الناقلة الإيرانية المحملة بالنفط كان من المفترض وصولها قبل أيام إلى سوريا، إلا أنها تعرضت للاحتجاز والتوقيف من قبل البحرية الأميركية بسبب العقوبات المفروضة على الدولتين".
وأضاف أن الناقلة ستتمكن من الوصول إلى سوريا من جديد شأنها كشأن جميع الناقلات التي احتجزت في السابق، كاشفاً عن دفع الناقلات "رشاوى" لإدارة قناة السويس المصرية من أجل العبور، والالتفاف على عقوبات واشنطن، مبيناً أن الشركات الصينية والروسية بالإضافة إلى شركات من دول وصفها بالـ "صديقة" تمتنع عن تزويد النظام السوري بالنفط والمواد الخام خوفاً من العقوبات الأميركية المفروضة عليه، وأبرزها عقوبات قيصر.
واتهم دخل الله، الولايات المتحدة الأمريكية بسرقة النفط والقمح والقطن السوري، مؤكداً أن بواخر رومانية مُحملة بالقمح تم تفريغها من حمولتها قبل وصولها إلى السواحل السورية.
وتواصل إيران منذ أواخر عام 2019 شحن ملايين البراميل إلى سوريا في انتهاك صارخ للعقوبات الأميركية ضدّها وللعقوبات الدولية ضد سوريا.
ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على شحنات النفط الإيرانية المتجهة إلى سوريا، وتُشير الولايات المتحدة إلى أن الغرض من العمليات الإيرانية هو الالتفاف على العقوبات المفروضة على كل من إيران وسوريا لتمويل الحرس الثوري الإيراني، وغالباً ما تدر مثل هذه الناقلات نفطاً بمئات الملايين من الدولارات.

 

ذات صلة