إيران تواصل عمليات التجنيد: ميليشيا فاطميون تجهز معسكرات تدريبية في الرقة

تواصل إيران عبر ميليشياتها المنتشرة في شمال، وشرق سوريا، فتح باب الانتساب إلى صفوفها، وذلك بهدف تجنيد المزيد من العناصر المحليين من أبناء تلك المناطق، وتدريبهم في معسكرات مخصصة للعناصر الجدد، لتعزيز هيمنتها العسكرية والثقافية على المنطقة وكسب تأييد شعبي عن طريق ضم أبناء العشائر وسكان القرى إلى كوادرها.
وقالت مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" إن ميليشيا فاطميون الأفغانية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنهت قبل أيام عمليات تجهيز معسكر تدريب جديد لقواتها قرب بلدة معدان عتيق بريف محافظة الرقة.
وأضافت المصادر أن الميليشيا بدأت بتجهيز المعسكر منتصف الشهر الفائت، بعد الاستيلاء على قطعة أرض تعود ملكيتها لمدني يعيش ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال السوري، كانت قد اتهمته الميليشيا بالانتساب لتنظيمات المعارضة كذريعة لمصادرة الأرض.
وأشارت المصادر إلى أن فاطميون انتقت بعناية موقع الأرض ومساحتها، وذلك لتحويلها لمعسكر يتم فيه تدريب عناصرها وعناصر آخرين من ميليشيا حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية.
وبينت المصادر أن عمليات التدريب التي ستجري في المعسكر ستركز بشكل كبير على تعليم المنتسبين والعناصر القدامى، على استخدام الصواريخ والمدفعية الثقيلة، إضافة لإقامة دورات دينية خاصة بالقيادات الميدانية.
ولفتت إلى أن ميليشيا جهاد البناء الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، أشرفا بشكل مباشر على عملية بناء المعسكر وتجهيزه، بكلفة تجاوزت 50 مليون ليرة سورية مقدمة من منظمة البناء، مشيرةً إلى أن المركز جُهز لاستيعاب ما يقارب 200 متدرب.
وحول أهمية الموقع الذي ضم المعسكر التدريبي، شددت المصادر على أن الميليشيات اختارت منطقة معدان دون غيرها، وذلك كونها تربط بين محافظتي الرقة ودير الزور، وتعتبر من المناطق التي تتركز فيها ميليشيا فاطميون بشكل كبير، بحيث يُسهل ذلك على الميليشيا جلب منتسبين من أبناء المناطق التي ينتشرون بها.
وأكدت المصادر أن ميليشيا فاطميون، وقيادات من الحرس الثوري الإيراني، كثفت مؤخراً من زياراتها إلى شيوخ العشائر العربية المنتشرين في المنطقة، وذلك لدفعهم إلى إقناع أبناء القبائل بالانضمام إلى الميليشيات المرتبطة بإيران، بحجة محاربة الأمريكيين والتصدي للمؤامرة العالمية على سوريا.
عمليات تطويع في دير الزور
وأواخر حزيران الفائت فتحت الميليشيات المرتبطة بإيران، في مدينة دير الزور شرق سوريا، باب الانتساب إلى صفوفها، وذلك لرفد بنيتها العسكرية بالمزيد من العناصر المحليين من أبناء المحافظة، بالتزامن مع حملات تمشيط تشنها في بادية دير الزور للسيطرة على طريق دير الزور-تدمر.
وذكر تقرير سابق لـ"وكالة المجس" أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في مدينة دير الزور، جلعت من  مقر "نصر"  الواقع ضمن المدينة مكاناً لتسجيل أسماء الراغبين بالتطوع في صفوفها من أبناء المدينة وريفها، مبيناً أن الموقع المذكور يعود لمبنى كلية التربية في دير الزور، إلا أن الميليشيات الإيرانية غيرت اسمه عُقب السيطرة عليه وتحويله لمقر خاص بها.
وأضاف التقرير أن الميليشيات شددت من الإجراءات الأمنية، الخاصة بالعناصر الراغبين بالانضمام إلى صفوفها، حيث منعت دخول الراغبين بالتطوع إلى داخل المقر بشكل فردي، واشترطت أن يكون برفقة أحد العناصر المحليين القدامى، حيث يكفل العنصر القديم الراغب بالتطوع.
وشددت الميليشيات على العناصر المنتسبين إليها حديثاً، على ضرورة خضوعهم لدورة تدريبية غير محددة المكان وذلك بعد وصول العدد إلى 100 متطوع، حيث سجلت الميليشيا بيانات المتطوعين وعناوينهم لإبلاغهم بوقت الدورة التدريبية.
التجنيد الإيراني في المنطقة
وخلال الأشهر الفائتة، أنشأت ميليشيا حزب الله العراقي، مركزاً للانتساب بريف منطقة السبخة شرقي الرقة، وذلك بعد إطلاق النظام عمليات تسوية أوضاع للمطلوبين الأمنيين، والفارين من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.
واستولت ميليشيا "حزب الله العراقي" على مبنى "شركة الكهرباء" القديم في قرية "الرحبي" بريف السبخة، وقامت بإعادة تأهيله وتحويله إلى مركز انتساب تابع للميليشيا، وأضافت مصادر محلية، أنه على الرغم من وجود القوات الروسية، وقوات تابعة للنظام السوري في المنطقة، إلا أن الميليشيا أقامت مركز التطوع المذكور، تحت مرأى ومسمع تلك القوات، موضحةً أن الروس اكتفوا بالمشاهدة ولم يتدخلوا أو يعلقوا على الحدث.
ونقلت المصادر حينها، عن مقربين من "حزب الله" العراقي قولهم، إن الحزب انتهى من تجهيز مركز الانتساب الجديد وسيقوم باستقبال المتطوعين الراغبين بالانضمام إلى صفوفه، مشيرةً إلى أن الحزب عمم على الأهالي رغبته بتدعيم كوادره بعناصر محلية من أبناء القرى، مشترطاً على المنتسبين الجدد إحضار هوية شخصية في حال كانوا من العازبين، وإحضار هوية شخصية وبيان عائلي للمتزوجين.
وتشهد مناطق شرقي سوريا، وجنوبها، سباقاً محموماً بين مختلف القوى الدولية المنتشرة فيها، وعلى رأسها روسيا وإيران حلفاء النظام السوري، بهدف تجنيد الشباب السوري في صفوف الميليشيات التابعة بشكل مباشر لهما أو المرتبطة بهما، ونشر القواعد العسكرية في مختلف المناطق السورية لإحكام السيطرة والنفوذ، على تلك المناطق التي باتت أشبه، بحلبة صراع دولي، تتداخل فيها مصالح القوى الدولية والإقليمية.
وعُقب التحركات الدولية الأخيرة الرامية لإخراج الإيرانيين من سوريا، والغارات الجوية المكثفة التي شهدتها مقار ومستودعات تابعة للميليشيات الإيرانية، تنبه الإيرانيون إلى ضرورة الاعتماد على الحاضنة الشعبية في تعزيز ترسانتهم العسكرية، الأمر الذي دفعهم لتوطيد علاقاتهم مع السكان المحليين في المناطق التي تتواجد بها الميليشيات التابعة لهم، وخصوصاً في مناطق شرقي سوريا، التي تشهد صراعاً دولياً بين أغلب القوى المنخرطة في الملف السوري، وذلك لحساسية المنطقة واحتوائها على أغلب ثروات سوريا الطبيعية، فضلاً عن وجود القوى العظمى المتمثلة بالروس والأمريكيين.